¤ الاسـتشـارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبدأ مشكلتي بأنني من عائله محافظه وقدر الله علي أن تأتيني عين في ثالث ثانوي بعد ماكنت آخذ الأول في دراستي المهم خرجت من الدراسه وتقدم الي واحد من أقاربنا كان قد طلق زوجته بعد 3 سنوات من زواجهما والكل كان يتهم الآخر بأنه غلطان بسبب ظروفي وافقت عليه بعد الإستخاره من الله.
المهم لي 8 سنوات وآنا في مشاكل معه أنجبت منه أبنتات المشكله زوجي متقلب الأطباع لا أعرف غايته دائما بمشاكل دائما يعاريني بعدم دراستي أو يقول انا متأسف على الزوجه الأولي يصرف على المنزل من أكل وشرب لكن لايريد أن يصرف علي من ملابس وخلافه من مصروفات المرأه عصبي يستمع الى أهله شوهت صورتي عند أهله أتهمني بالمرض النفسي عند جماعتي لا أدري ماذا أقول عنه.
حاولت دخول بعض المنتديات النسائيه وأبحث عن طرق السعاده حتى الليالي الرومانسيه أقيمها أحتفلت بعض الأحيان مع أنني أعلم أنه بدعه بعيد ميلاده وأخسر عليه من مثلا أمي أعطتني أو أبي وضرب وشتم وكلام قبيح كذا مره أزعل ويرجعوني الكبار من عائلتي ولكن دون فائده زعلت قرابة الخمسة مرات لكن دون فائدة تقريبا كل ماطلبت منه شي قال أذهبي للي أرجعك من عائلتك وخليه يعطيك.
حتى في مسألة الجماع يكون غصب عنه ويقوم معصب ولايريد أطفال مع العلم ان زوجي من أخذته وهو يعمل العاده السريه واذا نهيته عن ذلك يقول أنه يحس باللذه مع أنني ياشيخ أقرأ في المنتديات واكبر بناتي لها 6 سنوات ولايريدني أن أحمل ودائما يكرر أنه يحب العزوبيه
تفشلت أمام عائلتي من كثر مايعلمون بمشاكلنا أصبحوا العالم تنضر لي بأنني مسكينه وخاصة معشر الحريم دائما يقولون لي الله يسخر لك والله ندعيلك من كثر مازوجي يتكلم عني في أي مجلس ومن كثر مايشوهه صورتي أمام أهله كرهوني وأصبحوا لايعزموني وأصبحوا بناته لا يتعلقون بأهل ابيهم وأنا خائفه أن اطفالي يتعقدون نفسيا.
الآن ياشيخ انا اريد ان اخلع فارجوكم كم المبلغ الدي ادفعه له حتى ارتاح مع العالم انني رزقت منه بطفلتين الاولى عمرها 8 سنوات والاخرى 6 سنوات افيدوني جوزيتم خيرا.
رد المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.
الأخت الفاضلة: أم البنات، وفقها الله.
إبنتي الكريمة: أشرتِ في البداية إلى أنك من عائلة محافظة، ولكني أراك تبدين وحدك، وكأنما ليس لك أهل، في قرار مصيري، هو قرار الزواج، خاصة وأنك وقتها كنتِ صغيرة، على ما يبدو من كلامك، فأنت لم تنهي الثانوية!
كما أن ما يلفت النظر هو أنك حين شعرت أنك غير قادرة على مواصلة مشوارك الدراسي عنّت لك فكرة الزواج!.. بل رأيت أن الزواج أصبح حتماً، وكأن الدراسة لعبة، لا عبوها في حقلين، من يخرج من هذا يلزمه دخول هذا!! حتى لكأنما صار الزواج لديك معادلا موضوعيا للدراسة!! ولذا قبلتِ أول خاطب، ومضيت في الزواج رغم وجود لوحات تحذيرية!
حيث تشيرين إلى أن المتقدم كان قد تزوج وطلق، وزوجته تتهمه بأنه السبب، أو حسب تعبيرك الكل كان يتهم الآخر بأنه غلطان، ولم أرك سعيت لإكتشاف الحقيقة، ومعرفة من الغلطان الحقيقي، ولم أر أهلك كان لهم دور في توجيهك.
وحين أغمض عيني عما مضى كله، أراك تشيرين إلى أن عمر الزواج ثمان سنوات، وأنها كلها قضيتيها في مشكلات!. ولقد انزرع في ذهني عدد من الأسئلة، وأنا أقف عند هذا الفصل من مسرحية زواجك. فإذا كانت العامة تقول: الليلة الظلماء بينة من عِشاها فكيف مضيت في إنجاب الأطفال، ورياح المشكلات تهب عليك من الجهات الأصلية والفرعية، منذ بزوغ شمس زواجك؟! ويكفي منها قولك عن سلوك زوجك معك: ضرب وشتم وكلام قبيح!
إبنتي الكريمة: أنت توصفين زوجك بأنه: متقلب الأطباع، وأنك لم تستطيعي معرفة غايته، ولذا فأنت دائماً معه في مشكلات، ولكنك من بعد توردين أموراً تفسر بيسر سرّ تلك المشكلات، ألست تنقلين عنه قوله: انا متأسف على الزوجه الأولي، وتوصفينه بأنه: يصرف على المنزل من أكل وشرب لكن لا يريد أن يصرف علي من ملابس وخلافه من مصروفات المرأة، والجملة الأولى من كلامك صريحة في تعلقه بزوجته الأولى، والجملة الثانية دليل غير مباشر على ذلك، وتأكيد له.
ومرة أخرى ينتابني تساؤل عما إن كنتِ سمعت ذلك الكلام منه مبكراً، وتعمدت الإنجاب، وأرجو ألا يكون ذلك جراء نصيحة من إحدى القريبات، مفادها أن الزوج الكاره حين تنجب له الزوجة ينقلب بغضه حباً!!
ويبدو لي أن زوجك ما كان ليبقيك لو كان قادراً على إرجاع زوجته الأولى، ولعل تنفيسه المتمثل بمعايرتك بعدم إكمال الدراسة، وعصبيته، أوضح دليل على توقه ورغبته الشديدة إلى إرجاع زوجته الأولى، وكونه غير قادر، إما لكراهية الزوجة له، وإما أن تكون أخذته العزة بالإثم، بعد قرار الطلاق!
وهو لفرط حنقه ما كان ليرضى منك مجرد الإحتجاج على تنفيسه ذاك، ومن هنا يحاول تفسير إستنكارك على أنه لون من المرض النفسي!
ومن المؤكد أنك بشر، وأن تعامله السلبي معك سيؤدي إلى ردّ فعل طبيعي من قبلك، وهو ما يزيد الأمر سوءاً.
إبنتي الكريمة: من الواضح أنك إما أن تكوني تحبينه، وإما أن تكون ظروفك مع أهلك تجعلك تحاولين إغماض العين، لكن الإستمرار في إغماضها، مع كثرة العوارض، قد يصيبها بالعمى! والعامة تقول: المسكّت يصيح، والملزّق يطيح!! ولعل إرجاعك إليه من قبل الكبار من عائلتك، حين تغضبين، وتذهبين لأهلك، دون إنتصاف لك، هو ما يغريه بالإساءة إليك أكثر، ورغم إعجابي بإصرارك، وبحثك عن كل ما يمكن أن يضع لك بذرة محبة في قلبه، إلا أني حين أرى بَذْلَكِ الهدايا، وإقامتك الحفلات، أتذكر قول الشاعر:
جننا بليلى وهي جنت بغيرنا *** وأخرى بنا مجنونة ما نريدها
وأظن كراهيته لك، النابعة -ربما- من حبه لزوجته الأولى هي ما يجعله يكره حتى إنجاب الأطفال، ويجعله يؤدي وظيفته الجنسية معك على كره.
ومن الواضح أن زوجك رجل أحمق، ولعل حمقه هو ما جعل زوجته الأولى تهرب منه، ولعل هربها منه ترك آثاراً سلبية على نفسيته، فإجتمع الحمق مع التعب النفسي، ليَلِدَ ذلك التعامل السيئ، الذي تلقينه منه، ولعل ممارسته العادة السرية إحدى دلائل الحمق، في ظل وجود زوجة، تقيم له ليالي رومانسية!!. ولولا أن كلامك يفهم منه قدرة زوجك على الممارسة الجنسية الطبيعية لالتمست له عذراً بوجود إضطراب يلجئه إلى ذلك.
ولكن حين نريد تقسيم كيكة الحمق، فسينال بعض أهلك نصيباً وافراً منها، خاصة إن كانوا واعين لما يحدث، وأنت تنقلين لهم إزراء زوجك عليك الرجوع، وكونه دافعاً لإستهانته بك، والسخرية منك، وذلك ما يجسده قولك: كذا مره أزعل ويرجعوني الكبار من عائلتي ولكن دون فائده زعلت قرابة الخمسة مرات لكن دون فائدة تقريبا، كل ماطلبت منه شي قال أذهبي للي أرجعك من عائلتك وخليه يعطيك.
وثمة تفسير يلوح لي، يمكن أن يفسر إيثار زوجك العزوبية، وممارسته العادة السرية، وتلذذه بها، وعدم رغبته في الحمل، لكني أجد من الحكمة تجاوز ذلك التفسير!
إنني إبنتي الكريمة انطلق في كلامي السابق بناء على ما سقتيه في عرض مشكلتك من معلومات، وإن يكن منك خلل يسوغ تصرفات زوجك، فلن ينفعك كلامي مهما كان.. لذا آمل أن تراجعي نفسك، فإن يكن منك خلل أصلحتيه، وإن لم يكن فلتمضي على بركة الله في موضوع الخلع.. وأعتقد أن سلبيات الطلاق على نفسية بناتك ستكون أخف كثيراً من معايشتهن هذا الجو المزعج، إن كنّ يطلعن على ما يجري، أو حتى على بعضه!
وبالنسبة لقولك: انا اريد ان اخلع فارجوكم كم المبلغ الدي ادفعه له حتى ارتاح مع العالم.. إن هذا الكلام يمكن أن يوجه لمتخصص في الإفتاء أو للقاضي.
وما أعرفه أن المحاكم مع الأسف تطلب من الزوجة حين الخلع دفع كامل المهر، الذي كان الزوج قد دفعه لها، حين رغبته الزواج بها، ولكني أعتقد أن لجوءك إلى لجنة للإصلاح إن وُجدتْ، أو أحد العلماء أو المعنيين بالقضايا الإجتماعية، للدخول في موضوع الصلح سينهي الموضوع، بصورة معقولة، وقد يحقق لك رغبتك بأقل الخسائر.
وأختم ردي إبنتي الكريمة بضرورة الثقة بالنفس، وما أصابك قدر من الله، ورغم كونه في الظاهر سيئاً فقد يكون منطوياً على خير، وربنا سبحانه وتعالى يقول: {وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
وحين أشرتِ إلى شعورك بأن الناس ينظرون إليك على انك مسكينة، تذكرت أن عمرو بن عُبيد قيل له: لقد وَقع فيك اليومَ فلانٌ -اغتابك- حتى رَحِمناك، قال: إياه فارحموا.
كتب الله لك التوفيق، وجعل الخير مصاحباً لك، أينما توجهت.
المصدر: موقع المستشار.